الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا: إضراب عام في درعا احتجاجاً على استمرار حصارها وقصفها 

سوريا: إضراب عام في درعا احتجاجاً على استمرار حصارها وقصفها 

14.08.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الخميس 12/8/2021 
دمشق – "القدس العربي" : يواصل النظام السوري وحلفائه تصعيدهم جنوب البلاد وشمالها، حيث قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، فيما عمّ إضراب عام في درعا، احتجاجاً على استمرار الحصار والقصف على المدينة، وذلك استجابة لدعوات أطلقها نشطون في المحافظة لتنفيذ إضراب يستمر حتى نهاية الخميس. 
وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام السوري قصفت بلدات وقرى "منطف، ومعرزاف، وكنصفرة، والبارة" في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية. 
المسؤول لدى الدفاع المدني السوري حسام ظليطو، قال لـ"القدس العربي" إن قوات النظام استهدفت أماكن عدة في ريف اللاذقية بالقذائف الصاروخية والمدفعية منها "برزة" في ريف اللاذقية الشمالي، حيث قتل مدني وجرح آخرون بينما "كانوا يبحثون عن تأمين قوتهم وقوت عيالهم ويعملون بجمع الحطب ويتحملون المشقة والمخاطرة في سبيل تأمين لقمة عيشهم". لافتًا إلى أن المنطقة تشهد حالات قصف متكررة بشكل يومي براجمات الصواريخ والمدفعية وحتى بالصواريخ الحرارية الموجهة التي تستهدف الطرقات المكشوفة وسيارات وآليات المدنيين وصولاً إلى ناحية بداما. 
وفي شمال إدلب، استهدفت قوات النظام مزرعة لتربية الدواجن بالقرب من بلدة زردنا، ما أدى لنفوق عشرات الطيور، وأضرار مادية كبيرة. وكانت المقاتلات الحربية الروسية، قد شنت أول أمس، غارات جوية على الشيخ بحر غربي إدلب، وعلى أطراف بلدة بلشون بجبل الزاوية جنوبي إدلب بالتوازي مع قصف مدفعي لقوات النظام على قرى جبل الزاوية. 
 
مصرع طفلة 
وفي ريف حلب، لقيت طفلة مصرعها أمس، وأصيب اثنين من أشقائها، أحدهما بحالة حرجة، بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا على قرية تديل في ريف حلب الغربي. 
في غضون ذلك، حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، من مخاطر التصعيد والقصف الممنهج الذي يقوم به النظام وحليفه الروسي والمليشيات الإيرانية في شمال سوريا. 
وأوضح الائتلاف في بيان له، أن التصعيد على بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي منذ بداية شهر حزيران الماضي مستمر ويتصاعد بشكل خطير. 
وإلى الجنوب، نفذ أهالي محافظة درعا، الأربعاء، إغلاقاً شاملاً للمحال التجارية والأسواق، احتجاجاً على استمرار حصار قوات النظام والميليشيات الداعمة له، لأحياء عدة في درعا البلد، وذلك استجابة لدعوات أطلقها نشطون في المحافظة لتنفيذ إضراب عام يستمر حتى نهاية الخميس، تحت شعار "إضراب الشهيد حمزة الخطيب – إضراب الكرامة". 
وبث ناشطون صوراً وأشرطة مصورة من طفس والمزيريب غرب درعا، وبعض المناطق، تظهر إغلاق الأسواق والمحال التجارية تضامنا مع درعا. 
المتحدث باسم تجمع أحرار حوران قال لـ "القدس العربي" إن ناشطين من أهالي درعا دعوا أول أمس إلى إضراب عام يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر أغسطس /آب/ الحالي، تضامناً مع أهالي أحياء درعا، والتي تشهد حصاراً من قبل النظام والميليشيات الموالية لها منذ 24 حزيران الفائت. 
وتداول ناشطون بياناً جاء فيه "شهر ونصف على حصار درعا البلد وحي طريق السد ومخيمي اللاجئين الفلسطينيين وأبناء الجولان، ولا زالت آلة النظام العسكرية مدعومة بالميليشيات الإيرانية، وبتعامٍ روسي، تعزز من وجودها وإطباق حصارها على آلاف المدنيين هناك، بالإضافة إلى استهدافها المتكرر والممنهج لبيوت السكان المدنيين، الأمر الذي أدى لدمار كبير، فضلاً عن نفاد معظم مقومات الحياة الأساسية من وقود وطحين ومستلزمات طبية لدى السكان هناك" وذلك وفق بيان أصدروه ليلة أول أمس. 
ودعا البيان أهالي "سوريا عامة وحوران خاصة، للمشاركة في إضراب الكرامة العام تحت مسمى إضراب الشهيد حمزة الخطيب، في يومي الأربعاء والخميس الموافق للحادي عشر والثاني عشر من شهر آب الحالي، إيماناً منّا وتمسكاً بالقيم النبيلة، التي سعى لها ذلك الطفل أثناء ذهابه برفقة أهل حوران حاملين أغصان الزيتون، وسيراً على الأقدام لفك الحصار عن درعا البلد عام 2011، حيث استشهد تحت التعذيب على يد قوات النظام الأسدي". 
 
حملة تبرعات 
وفي سياق منفصل، أطلق "مجلس حوران الثوري" حملة لجمع التبرعات لصالح الأهالي المحاصرين في درعا البلد وطريق السد ومخيمات اللاجئين، تحت شعار "حملة الوفاء لمهد الثورة". 
وقال نزيه قداح وهو أحد المشرفين على الحملة، "مع بدء الحملة العسكرية للنظام على درعا، أطلق مجلس حوران الثوري حملة لجمع التبرعات، وذلك بالتنسيق مع العديد من الفعاليات الثورية، والناشطين الثوريين داخل وخارج سوريا". 
موضحاً أن الحملة تهدف إلى "التخفيف من معاناة الأهالي في درعا من آثار العدوان، وتقديم الدعم للجرحى وعائلات الشهداء والمتضررين، من خلال لجان تم التنسيق معها في درعا" وأضاف "ليس هناك سقف للاحتياجات، كون العدوان على أهلنا مازال مستمراً، والحملة مستمرة حتى انتهائه" مشيراً إلى أن "درعا أصبحت منطقة منكوبة". 
وتعاني الأحياء المحاصرة بدرعا، من عدم وجود نقطة طبية لرعاية المرضى، نتيجة إغلاق النقطة الوحيدة عقب استهدافها بالمضادات الأرضية من قبل النظام، وقنص الطرقات المؤدية إليها، إضافة إلى فقدان الأدوية والمستلزمات الطبية، وحليب الأطفال. 
وقال الحوراني لـ "القدس العربي" إن قوات النظام ضمن سياسة التجويع التي تتبعها، منعت إدخال المواد الغذائية إليها، الأمر الذي أدى إلى فقدان أصناف واسعة من الأغذية، وانقطاع مادة الخبز، ومياه الشرب، فضلاً عن القصف المستمر والاستهدافات الممنهجة للبنى التحتية، وتدمير شبكات المياه والكهرباء وأبراج التغطية. 
 
قصف عنيف 
وتزامن الإضراب، الأربعاء، مع قصف عنيف لقوات النظام استهدف أحياء درعا البلد، حيث قالت مصادر محلية لـ "القدس العربي" إن قوات الفرقة الرابعة والميليشيات التابعة لها، نفذت قصفاً عنيفاً بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية استهدف أحياء درعا البلد المحاصرة، كما قصفت قوات النظام المتمركزة بالقرب من أبنية المخابرات الجوية شرق مدينة درعا، حي طريق السد بقذائف الهاون، وترافق ذلك مع استهداف الحي بالرشاشات الثقيلة، وسط تحليق لطيران الاستطلاع بأجواء المنطقة، واشتباكات متقطعة بين قوات النظام ومقاتلين محليين. 
وفي موازاة ذلك، هاجم مقاتلون محليون بالأسلحة الرشاشة وقذائف RPG حاجزاً ونقطة عسكرية للفرقة 15 بين بلدتي النعيمة وأم المياذن شرق درعا. 
وقال تجمع أحرار حوران أن الموقع المُهاجم جرى تعزيزه بدبابة وعربة دوشكا ومضادات أرضية ونحو 30 عنصراً من قوات النظام قبل نحو أسبوع، بينما ردت قوات النظام بقصف أم المياذن بـ 5 قذائف مدفعية، مصدرها الكتيبة المهجورة قرب النعيمة، ومنطقة المجبل على طريق خربة غزالة – درعا.